Subscribe to our weekly newsletters for free

Subscribe to an email

If you want to subscribe to World & New World Newsletter, please enter
your e-mail

Defense & Security

هل يعود الإرهاب إلى باكستان؟

عدة بنادق آلية مرفوعة على خلفية العلم الباكستاني

Image Source : Shutterstock

by زاهد شهاب أحمد

First Published in: Feb.06,2023

Apr.16, 2023

في وقت سابق من هذا الأسبوع، مزق تفجير انتحاري الهدوء النسبي الذي كان عاد إلى باكستان في السنوات الأخيرة. أسفر الهجوم على مسجد في مدينة بيشاور الشمالية الغربية عن مقتل أكثر من 100 شخص وذهل العديد من الباكستانيين الذين اعتقدوا أن أيام مثل هذه التفجيرات الانتحارية المروعة كانت قد انقضت.

في حين أن هجوم يوم الاثنين كان من بين أسوأ الهجمات في البلاد منذ عقد، فإن الانفجار لا يشير بالضرورة إلى عودة الإرهاب بقدر ما يشير إلى تصعيد لمشكلة لم تختف أبدا.

ونفت حركة طالبان الباكستانية، المعروفة أيضا باسم حركة طالبان باكستان (TTP)، مسؤوليتها عن انفجار يوم الاثنين. وبدلا من ذلك، زعم فصيل من حركة طالبان باكستان، جماعة الأحرار، أنهم هم من وراء هذا الحادث.

لكن من نواحٍ عديدة، يرتبط الوضع الأمني المتدهور في باكستان ارتباطا مباشرا بعودة ظهور حركة طالبان باكستان والهشاشة المتزايدة في أفغانستان المجاورة منذ استيلاء طالبان على السلطة في أغسطس/آب 2021.

حيث دعمت الحكومة الباكستانية حركة طالبان الأفغانية لسنوات، ولكن العلاقة بدأت في الانهيار بعدما قدمت حركة طالبان الأفغانية المأوى لمقاتلي حركة طالبان باكستان وأفرجت عن آلاف الإرهابيين من السجون بعد توليها السلطة.

يبدو أنه لم يقتصر الأمر على تعزيز حركة طالبان باكستان وتنشيطها من خلال عودة طالبان إلى السلطة في أفغانستان فقط، بل اقتربها أكثر من الجماعة أيضا.

في العام الماضي، سهلت حركة طالبان الأفغانية الحوار بين الحكومة الباكستانية وحركة طالبان باكستان التي أدت إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. لكن بحلول نوفمبر/تشرين الثاني، أنهت حركة طالبان باكستان الهدنة التي استمرت خمسة أشهر، بدعوى أن الحكومة لم تمتثل لجميع طلباتها، وأبرزها إطلاق سراح أعضاء مهمين من الحركة.

وكانت النتيجة زيادة بطيئة ولكن مطردة في الهجمات الإرهابية.

وسجلت الأعمال الإرهابية الموثقة أعلى مستوى لها في باكستان عام 2013 حيث بلغ 3,923 عمل إرهابي، مع مقتل أكثر من 2,000 شخص. انخفض عدد القتلى إلى 267 في عام 2021، ولكن العام الماضي، بدأ في الارتفاع مرة أخرى إلى 365.

وكانت قد سجلت باكستان أيضا أربع هجمات انتحارية فقط في عام 2021، ولكن كان هناك 13 هجوما العام الماضي وأربع هجمات هذا العام. وقد أعلنت حركة طالبان باكستان مسؤوليتها عن معظم الهجمات.

حرب دامت عقدا على التطرف

لقد حققت باكستان خطوات هائلة ضد الإرهاب على مدار الخمسة عشر عاما الماضية، ويرجع ذلك في جزء كبير منه إلى عملية "معركة سوات الثانية" العسكرية المهمة في عام 2009 وعملية "ضرب عضب" في عام 2014.

ردت حركة طالبان باكستان على الأخيرة بشن هجوم على مدرسة عسكرية عامة في بيشاور في عام 2014، مما أسفر عن مقتل أكثر من 130 طفلا. مما دفع ذلك الجيش إلى تكثيف أنشطته، وبحلول عام 2017، كان قد هزم حركة طالبان باكستان إلى حد كبير.

ومع ذلك، فإن هذه العمليات الأمنية عالجت أعراض المشكلة فقط من خلال دفع معظم مقاتلي حركة طالبان باكستان عبر الحدود إلى أفغانستان. الهجمات الإرهابية في باكستان تراجعت، ولكن المشكلة لم تختف.

على الرغم من تطوير مخطط لمكافحة الإرهاب يسمى خطة العمل الوطنية في عام 2014، كانت العمليات الأمنية للحكومة محدودة النطاق للغاية. فإنهم لا يركزون على جميع الجماعات الإرهابية، لكنهم يستهدفون بشكل انتقائي قلة، مثل حركة طالبان باكستان.

سجلت الهيئة الوطنية لمكافحة الإرهاب 78 منظمة إرهابية في باكستان، ولكن لا يُعرف سوى القليل عما تفعله الحكومة لمكافحتها. كما أن خطة العمل الوطنية لا تركز الكثير من الاهتمام على التدابير الوقائية مثل التعليم.

معالجة الأسباب الجذرية للتطرف

ومع ذلك، هناك اهتمام متزايد في باكستان بالاستثمار بشكل أكبر في تعزيز خطاب مضاد وطني أقوى ضد الإيديولوجيات المتطرفة، مثل "رسالة باكستان" أو "Paigham-e-Pakistan"، التي طورتها الحكومة بمساعدة مئات من العلماء المسلمين.

وعلاوة على ذلك، هناك رغبة متزايدة في دوائر صنع السياسات لمعالجة الأسباب الجذرية للتطرف، بما في ذلك مظالم السكان المحليين في المنطقة التي كانت تُعرف سابقا باسم المناطق القبلية الخاضعة للإدارة الفيدرالية على الحدود الأفغانية وبلوشستان في جنوب غرب باكستان.

انعدام الأمن المتزايد في بلوشستان، على سبيل المثال، مدفوع جزئيا بالاستثمارات الصينية، التي يعارضها جيش تحرير البلوش المتشدد. وتعتقد الجماعة أن الحكومة استغلت موارد المنطقة وتجاهلت احتياجاتها التنموية. واستهدفت مواطنين صينيين في هجمات عديدة.

إن المخاطر هنا كبيرة للغاية بالنسبة لباكستان، التي هي في أمس الحاجة إلى الاستثمار الأجنبي. على هذا النحو، حث وزير التخطيط أحسن إقبال الحكومة على التركيز على معالجة الاهتمامات الاقتصادية الاجتماعية للسكان المحليين، ولا سيما الشباب، حتى لا يتجهوا نحو التطرف.

نفس المظالم موجودة في المناطق القبلية السابقة، حيث عانى الملايين بسبب إهمال الحكومة.

حتى عام 2018، كانت هذه المنطقة تُحكم بموجب قانون لائحة جرائم حدود سيئ السمعة الذي يعود إلى الحقبة الاستعمارية. وهذا يعني أن القوانين الباكستانية لم تطبق ولم تكن هناك محاكم محلية أو أحزاب سياسية، مما سمح للجماعات المسلحة بالازدهار. كانت المرة الأولى التي شارك فيها السكان في أي انتخابات هي عام 2019، بعد أكثر من 70 عاما على الاستقلال.

عندما دمجت الحكومة المناطق القبلية مع مقاطعة مجاورة في عام 2018، اعتقد السكان أن حياتهم ستتحسن. ولكن تزامن ذلك مع عودة ظهور "طالبان باكستان" في المنطقة، الأمر الذي أثار مخاوف جديدة بشأن الأمن والاستقرار.

ما يجب أن تفعله الدولة الآن

في الوقت الحالي، تركز جهود باكستان لمكافحة الإرهاب إلى حد كبير على حركة طالبان باكستان، لكن البلاد بحاجة إلى نهج أوسع.

أولا، تحتاج باكستان إلى ضبط نظامها من خلال معالجة تحديات الحكم المستمرة في المناطق القبلية السابقة وبلوشستان.

ثانيا، لم يعد بإمكان الحكومة حصر عمليات مكافحة الإرهاب في مناطق قليلة فقط. فهذا سيؤدي فقط إلى زيادة مظالم السكان المحليين، الذين لا يزالون يعانون من النزوح وعدم التمكين. ومع انتشار الجماعات الإرهابية في جميع أنحاء البلاد، فقد حان الوقت لأن تحاول الدولة اتباع نهج أكثر شمولية.

مع حركة طالبان باكستان، فإنه من الواضح بالفعل أن محاولة الحوار لم تنجح. بل وفرت للجماعة المزيد من الشرعية والوقت فقط للتجنيد وجمع الأموال.

بدلا من فعل ما هو في مصلحة الجماعات الإرهابية، تحتاج الحكومة إلى معالجة الأسباب الهيكلية للتطرف، مثل تهميش الملايين الذين يعيشون في المناطق النائية، ولا سيما الشباب المعرضين للخطر بشدة.

First published in :

The Conversation

바로가기
저자이미지

زاهد شهاب أحمد

الدكتور زاهد شهاب أحمد هو زميل باحث أول في جامعة ديكين، يركز على السلام والأمن في جنوب آسيا والشرق الأوسط.

يدرس عمله آثار الطائفية والتطرف العنيف على السلام والأمن المحليين والإقليميين والعالميين. كما يشارك في مشاريع بحثية وتثقيفية حول مكافحة التطرف العنيف.

Thanks for Reading the Journal

Unlock articles by signing up or logging in.

Become a member for unrestricted reading!