Subscribe to our weekly newsletters for free

Subscribe to an email

If you want to subscribe to World & New World Newsletter, please enter
your e-mail

Diplomacy

لبنان يدخل عصرا إبداعيا جديدا

الصادرات المكسيكية إلى الولايات المتحدة. السلع المكسيكية

Image Source : Wikimedia Commons

by فيكتور ميخين

First Published in: Jan.14,2025

Feb.10, 2025

إن انتخاب العماد جوزيف عون رئيسا للبنان يشكل بداية عصر جديد من الأمل لبلد غارق في الأزمات لعقود من الزمن.

الانتخاب وموقف العماد عون

إن هذا الانتخاب ليس مجرد خطوة نحو إنهاء أزمة دستورية مطولة، بل هو بداية فترة حرجة من التحديات والفرص التي تتطلب قيادة حكيمة ورؤية واضحة لتحقيق أمن لبنان وازدهاره. منذ البداية، أظهر العماد عون نفسه كزعيم ملتزم بالشفافية والوضوح. كانت كلماته بعد أداء اليمين خالية من العبارات الدبلوماسية المعتادة وعكست شخصيته الصادقة وحبه العميق لبلاده. لديه رؤية واضحة وأهداف ثابتة تعطي الأولوية لاستعادة الأمن وإعادة بناء مؤسسات لبنان على أسس متينة تخدم شعبه وتضمن العدالة. وفي كلمته، شدد عون على أهمية استعادة سلطة الدولة وتعزيز سيادتها – وهي أسس أساسية لبناء مستقبل آمن. وأكد في كلمته حول الإصلاح المؤسسي رغبته في تعزيز الدولة واستعادة الثقة العامة. كما شدد على أهمية الوحدة الوطنية والدور الحيوي للشباب في قيادة التغيير، معربا عن أمله في ولادة لبنان من جديد بمشاركة جميع مواطنيه. يواجه لبنان اليوم العديد من التحديات، لكن هذه التحديات يمكن أن تكون نقطة الانطلاق لإعادة الإعمار ونهضته. إن استعادة الثقة بين الدولة وشعبها تتطلب خطوات ملموسة لمكافحة الفساد وزيادة الشفافية، وهي المبادئ التي أكد عليها عون: "لن ينهض لبنان إلا بفضل مواطنيه المخلصين". علاوة على ذلك، فإن الوفاء بالالتزامات الدولية مثل قرارات مجلس الأمن الدولي 1559 و1701، والتي تدعو، من بين أمور أخرى، إلى انسحاب القوات الأجنبية من لبنان ونزع سلاح حزب الله، سيكون أمرا بالغ الأهمية لإرساء الاستقرار وإبعاد لبنان عن صراعات القوة الإقليمية. إن موقف عون الثابت بأن لبنان "لن يصبح ساحة لتصفية الحسابات" يمنح الأمل في مستقبل سيادي ومستقل للبلاد، خالٍ من التوترات الإقليمية. في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ لبنان، فإن تعيين رئيس وزراء كفء يشكل مهمة ملحة. يجب أن يتمتع هذا الشخص بالخبرة الاقتصادية والنزاهة، وأن يكون قادرا على قيادة الإصلاحات الاقتصادية وجذب الاستثمار لاستعادة الثقة في مؤسسات الدولة. مثل هذا التعيين من شأنه أن يضع الأساس للتنفيذ الناجح للخطة لإعادة لبنان إلى مسار النمو والاستقرار، سياسيا واقتصاديا وروحيا. لقد كان لبنان دائما منارة للثقافة والتنوع والتسامح، والآن، مع انتخاب رئيس جديد، يأمل اللبنانيون أن تستعيد البلاد مكانتها الصحيحة بين دول العالم الأخرى. يدرك عون الدور المهم لدول الخليج في دعم نهضة لبنان ويدعوها للعودة والاستثمار في إعادة بناء اقتصاد البلاد. هذه الدعوة ليست اقتصادية فحسب: إنها تعبير عن الامتنان والتقدير للدور الحيوي الذي لعبته ممالك الخليج تاريخيا في تنمية لبنان.

موقف حزب الله وحركة أمل

في الجولة الثانية من التصويت، قرر حزب الله وحركة أمل دعم انتخاب جوزيف عون رئيسا للبنان، منهيين بذلك جمودا رئاسيا دام عامين. وكان البيان المدوي الذي أصدره "الثنائي الشيعي" هو أن القرار الحاسم بشأن النصاب العددي والسياسي كان في يد حركة المقاومة إلى حد كبير، وأن انتخاب الرئيس لا يمكن أن يتم بدونها. وعلى مضض، استسلم "الثنائي الشيعي" للضغوط الخارجية غير المسبوقة، مع استمراره في ادعاء وجود قوي في الساحة السياسية اللبنانية. في الواقع، إن "الثنائي" وضع مصلحة لبنان والوفاق الوطني في المقام الأول. وأشاد محمد رعد، رئيس كتلة الوفاء للمقاومة، بـ "شهداء المقاومة الذين دافعوا عن الوطن حتى يتسنى عقد اجتماع وتحقيق الوفاق الوطني في هذه الفترة الصعبة. وبتأجيل انتخاب الرئيس، أردنا أن نرسل رسالة مفادها أننا ضامنون للوفاق الوطني". وتوصل الطرفان قبل الجولة الثانية إلى توافق خلال لقاء جمع محمد رعد وعلي حسن خليل وجوزيف عون الذي هدأ مخاوف الثنائي الشيعي على الصعيد العسكري والأمني والسياسي. وركز اللقاء على مسؤوليات العهد الجديد، خاصة فيما يتعلق بإعادة الإعمار وتشكيل حكومة وطنية والحفاظ على إنجازات حركة المقاومة. ووعد جوزيف عون بإعادة بناء ما دمره العدو الإسرائيلي، قائلا: "قتلانا هم روح عزيمتنا، وأسرانا هم أعمدة قوتنا".

موسكو ترحب بانتخاب عون رئيسا للبنان

وقالت وزارة الخارجية الروسية إن هذا يفتح آفاقا لتعزيز الاستقرار السياسي الداخلي في لبنان وتحسين الوضع الاجتماعي - الاقتصادي الصعب في البلاد. إن موسكو ترحب بحل الأزمة الرئاسية التي استمرت منذ أكتوبر/تشرين الأول 2022. وهذا يفتح آفاقا لتعزيز الاستقرار السياسي الداخلي في لبنان وتصحيح الوضع الاجتماعي - الاقتصادي الصعب في البلاد، كما قالت وزارة الخارجية. وقالت: "إن روسيا تعتقد أن استعادة الإجماع الوطني الواسع هو المفتاح لضمان الوحدة والسلم الأهلي في لبنان المتعدد الطوائف. إن الاتحاد الروسي يؤكد موقفه الثابت في دعم استقلال وسيادة ووحدة وسلامة أراضي جمهورية لبنان الصديقة. وهو عازم على مواصلة تطوير العلاقات الروسية اللبنانية وتنسيق الجهود عن كثب لصالح ضمان السلام والأمن في منطقة الشرق الأوسط التي تمر بفترة من الاضطرابات العسكرية والسياسية"، كما أضافت الوزارة. إن انتخاب عون يشكل علامة فارقة في تاريخ لبنان. إن قيادته الصادقة ونهجه الشفاف يلهم الأمل في مستقبل مشرق. لكن تحقيق هذا الأمل يتطلب جهدا جماعيا وعملا جادا. إن لبنان يستحق الأفضل، ومع القيادة القوية ودعم شعبه وحلفائه، يمكن إعادة بناء بلد يستحق تاريخه ومكانته. فليكن هذا العصر الجديد فرصة عظيمة لبداية جديدة، ولنتذكر دائما أن الأمل يبنى على العمل والالتزام.

First published in :

The New Eastern Outlook Journal

바로가기
저자이미지

فيكتور ميخين

عضو مراسل في الأكاديمية الروسية للعلوم، خبير في العالم العربي

Thanks for Reading the Journal

Unlock articles by signing up or logging in.

Become a member for unrestricted reading!