Subscribe to our weekly newsletters for free

Subscribe to an email

If you want to subscribe to World & New World Newsletter, please enter
your e-mail

Diplomacy

إلى أين تتجه سياسة الولايات المتحدة الأمريكية تجاه الصين؟

دبلوماسيون صينيون يجتمعون مع ممثلين أمريكيين

Image Source : Wikimedia Commons

by مانوج جوشي

First Published in: May.18,2023

May.30, 2023

وضعت المنافسة الجيوسياسية المتصاعدة الولايات المتحدة الأمريكية والصين على خلاف. يحتاج كلا الجانبين إلى استقرار علاقتهما بالنظر إلى الدور الذي يلعباه في الشؤون العالمية.

التقى مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، لأكثر من ثماني ساعات على مدار يومين الأسبوع الماضي مع عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي الصيني ومدير مكتب لجنة الشؤون الخارجية، وانغ يي، في فيينا. يُنظر إلى الاجتماع، الذي لم يتم الإعلان عنه من قبل أي من الجانبين قبل المحادثات، على أنه جزء من جهد من كلا البلدين لتحقيق الاستقرار في علاقتهما التي ربما تكون في أدنى مستوياتها في العقود الأخيرة.

لقد دخل كلا الجانبين في منافسة جيوسياسية متصاعدة بشكل مطرد، حتى مع وجود روابط اقتصادية وثيقة ومكثفة بينهما ومصالح مشتركة في التعامل مع العديد من الشؤون العالمية والإقليمية. إنهما محاصران في طرفين متعارضين بشأن قضايا مثل أوكرانيا وتايوان، وفصل بطيء الحركة مع تنوع الشركات الأمريكية بعيدا عن الصين وانخفاض أرباح الشركات الأمريكية في الصين.

استخدم كلا الجانبين لغة متطابقة لوصف نتيجة الاجتماع. وأشار بيان صادر عن البيت الأبيض إلى أن المحادثات تضمنت "مناقشات صريحة وموضوعية وبناءة حول القضايا الرئيسية للعلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، ومسائل الأمن العالمي، وأوكرانيا وتايوان. واستخدم بيان صيني صادر نفس المصطلحات "مناقشات صريحة ومتعمقة وموضوعية وبناءة" حول طرق "إزالة العقبات في العلاقة بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين وتحقيق الاستقرار في العلاقة من التدهور". عرض وانغ الموقف الصيني بشأن تايوان وأوكرانيا والقضايا الإقليمية الأخرى. وفي هذا الإطار، قال مسؤول أمريكي إن كلا الجانبين رأيا حادث المنطاد على أنه "مؤسف" ويتطلعان الآن إلى "إعادة إنشاء قنوات اتصالات عادية وطبيعية".

قبل يومين من اجتماع سوليفان ووانغ، التقى السفير الأمريكي نيكولاس بيرنز بوزير الخارجية الصيني تشين غانغ في بكين. ووفقا لما قاله تشين، فإن سلسلة من "الأقوال والأفعال الخاطئة" من جانب الولايات المتحدة الأمريكية قد وضعت العلاقة بين القوتين على "الثلج"، لكن استقرار العلاقات كان أولوية قصوى لكلا البلدين. قال بيرنز إنه ناقش مع تشين "التحديات في العلاقة بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين" وضرورة "استقرار العلاقات".

تقوم الولايات المتحدة الأمريكية بعملية توازن دقيقة فيما يتعلق بسياستها تجاه الصين. في السنوات الأخيرة، تحولت السياسة الأمريكية من المشاركة إلى المنافسة وحتى الاحتواء. في أعقاب الحرب التجارية بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، والموجة الأولى من القيود التكنولوجية الأمريكية على الشركات الصينية مثل هواوي (Huawei)، كان هناك حديث عن "فصل" الاقتصادين. أدت الحملة الصينية في هونغ كونغ والتوترات التي أعقبت زيارة بيلوسي بشأن تايوان إلى تعميق الانقسام بين أكبر قوتين في العالم.

في عام 2021، أخبر بايدن شي بالحاجة إلى "إنشاء بعض حواجز الحماية المنطقية" لضمان عدم دخول الاثنين في صراع غير مقصود. في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بعد اجتماع قمتهما في بالي، قال بايدن "أنا لا أبحث عن صراع، أنا أتطلع لإدارة هذه المنافسة بمسؤولية" في الاجتماع، وصف شي تايوان بأنها "الخط الأحمر الأول" الذي لا يجب تجاوزه في العلاقات الصينية الأمريكية. وكان من المفترض أن يعقب ذلك زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين إلى بكين، لكن ذلك تم إلغاؤه في اللحظة الأخيرة بسبب موضوع المنطاد. التقى بلينكين مع وانغ في مؤتمر ميونيخ للأمن في وقت لاحق من شهر فبراير/شباط، ولكن كان هناك القليل من التقدم.

وتجدر الإشارة إلى أنه في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، فرضت الحكومة الأمريكية قيودا جديدة واسعة النطاق على وصول الصين إلى أشباه الموصلات المتقدمة والمعدات المستخدمة في صنعها. تم وضع هذه القيود على قرارات سابقة لتقييد أشباه الموصلات بكيانات مثل هواوي (Huawei) وزد تي إي كوربوريشن (ZTE).

في وقت سابق من هذا العام، شددت الولايات المتحدة الأمريكية القيود المفروضة على تصدير معدات تصنيع أشباه الموصلات إلى الصين. قامت بالتنسيق مع حكومتي هولندا واليابان لتشديد الإرشادات التوجيهية. في الآونة الأخيرة، أوضحت أنها ستقيد إجراءات صانعي الرقائق الذين يحصلون على أموال بموجب قانون تشيبس والعلوم (CHIPs and Science). تعد هذه القيود جزءا من جهود واشنطن لتأمين توريد المكونات اللازمة للذكاء الاصطناعي وأجهزة الكمبيوتر العملاقة، فضلا عن الإلكترونيات اليومية.

في مارس/آذار جاءت إشارات قاسية من الصين. في حديثه في مارس/آذار، ذكر الرئيس شي جين بينغ لأول مرة اسم الولايات المتحدة الأمريكية وقال إنها تتبع سياسة "الاحتواء الشامل والتطويق والقمع ضدنا". في اليوم التالي، كان وزير الخارجية الجديد تشين غانغ أكثر وضوحا. وانتقد الولايات المتحدة الأمريكية لمساواة قضية أوكرانيا بتايوان وقال إن "ما يسمى بـ " المنافسة "من قبل الولايات المتحدة الأمريكية هو احتواء شامل وقمع لعبة حياة أو موت محصلتها صفر. وحذر من أنه "إذا لم تضغط الولايات المتحدة الأمريكية على الفرامل واستمرت في الإسراع في المسار الخطأ، فلن يمنع أي قدر من الحواجز الخروج عن المسار، وسيكون هناك بالتأكيد صراع ومواجهة".

في أبريل/نيسان، حاول كبار المسؤولين الأمريكيين تهدئة المياه المضطربة. في الشهر الماضي، تحدثت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين في جامعة جونز هوبكنز، قائلة إن الفصل سيكون "كارثيا" وأن أهداف الولايات المتحدة الأمريكية المتعلقة بالأمن القومي لا تهدف إلى خنق الصين. ودعت إلى خطة "مشاركة بناءة" مع ثلاثة عناصر - الأمن القومي للولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها؛ علاقة اقتصادية قائمة على المنافسة "العادلة"؛ والتعاون في مواجهة التحديات العالمية الملحة.

كان خطاب يلين بمثابة نظرة شاملة لمقاربات الولايات المتحدة الأمريكية تجاه الصين واستخدم ما وصفته صحيفة نيويورك تايمز بأنه "نبرة إيجابية بشكل ملحوظ" بعد شهور من التوترات بين البلدين.

بعد أسبوع، شدد مستشار الأمن القومي، جيك سوليفان، على فحوى ملاحظاتها في خطاب ألقاه في معهد بروكينغز. استخدم سوليفان مصطلح "عدم المخاطرة"، وهو مصطلح استخدمته في وقت سابق رئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي أورسولا فون دير لاين: "نحن نؤيد عدم المخاطرة والتنويع وليس الفصل"، كما أشار. كان سوليفان قد وصف في وقت سابق سياسة الولايات المتحدة الأمريكية للقيود التكنولوجية على الصين بأنها إنشاء "ساحة صغيرة بسياج عالٍ".

الآن يحاول المسؤولون مثل بلينكين ويلين ووزيرة التجارة جينا رايموندو ووزير الدفاع لويد أوستن تحديد موعد اجتماعات مع نظرائهم، لكن المضي قدما كان صعبا. وفقا لـ Financial Times، يحجم الصينيون عن زيارة بلينكين لأنهم كانوا قلقين من أن مكتب التحقيقات الفيدرالي قد يصدر التقرير بناء على حطام المنطاد الذي تم انتشاله.

بالنسبة إلى أوستن، تكمن المشكلة في أن نظيره المعين حديثا الجنرال لي شانغ فو يخضع لعقوبات أمريكية منذ عام 2018 فيما يتعلق بواردات الصين من الأسلحة الروسية عندما كان يعمل كجنرال. تقول الولايات المتحدة الأمريكية إن اجتماعا في دول ثالثة لن يتأثر بالعقوبات، لكن من غير المرجح أن يوافق الصينيون. تم تعيين الجنرال لي وزيرا للدفاع في مارس/آذار.

مع تشديد التحالف الغربي في أعقاب حرب أوكرانيا، سعت الولايات المتحدة الأمريكية إلى دمج الاتحاد الأوروبي في مشروعها الخاص بالصين. بعد وقت قصير من زيارته للصين التي استمرت ثلاثة أيام، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في إشارة إلى تايوان إنه لا ينبغي لأوروبا أن تنشغل بأزمات "ليست أزماتنا". يجب أن تحاول أوروبا أن تكون "القطب الثالث" في النظام العالمي وأن الحاجة إلى "الاستقلال الاستراتيجي" لأوروبا أصبح مقبول الآن.

لكن واشنطن تشير إلى خطاب ألقته رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في 30 مارس/آذار حيث قالت إنه ليس من المجدي ولا من مصلحة أوروبا الانفصال عن الصين، مضيفة "نحن بحاجة إلى التركيز على عدم المخاطرة - وليس الفصل". وأضافت بلغة فظة "الهدف الواضح للحزب الشيوعي الصيني هو تغيير منهجي للنظام الدولي مع الصين في مركزه". وأضافت أن هناك حاجة للشركات الأوروبية لضمان عدم استخدام "رأس مالها وخبرتها ومعرفتها لتعزيز القدرات العسكرية والاستخباراتية لأولئك الذين هم أيضا منافسون منهجيون".

لم يتضح مدى صدق الرسائل من الولايات المتحدة الأمريكية حول العلاقات مع الصين، وكم منها يهدف إلى طمأنة الحلفاء المتوترين الذين يشعرون أن سياسات واشنطن يمكن أن يكون لها تأثير سلبي عليهم. لكن جدول أعمال واشنطن لا يزال واضح.

وفي حديثها الأسبوع الماضي في اليابان، حيث تحضر اجتماع وزراء مالية مجموعة السبع، دعت يلين إلى "عمل منسق" من قبل دول مجموعة السبع ضد استخدام الصين لـ "الإكراه الاقتصادي" ضد الدول الأخرى. وقالت أيضا إن واشنطن تدرس فرض "قيود إضافية مستهدفة بشكل محدد الاستثمار الخارجي إلى الصين"، وأنه تمت مناقشة هذه القيود مع شركاء آخرين في مجموعة السبع. وقالت إن هذه ستستهدف التقنيات "حيث توجد تداعيات أمنية وطنية واضحة."

ولكن حتى الآن، يبدو الأمر كما لو أن الجانبين يحاولان إنشاء ما أسماه ديفيد إغناتيوس "إطار عمل للمشاركة البناءة". هناك بعض التفاؤل الناشئ عن المناقشات التفصيلية التي أجراها سوليفان ووانغ في فيينا والتي، كما لاحظنا، وصفها بكل من "الصريحة" و "البناءة". يدرك الجانبان الحاجة إلى استقرار علاقتهما بالنظر إلى الدور الذي يلعبه البلدان في الشؤون العالمية.

مع دخول الولايات المتحدة الأمريكية في وضع الانتخابات، ليس من الواضح إلى متى ستستمر هذه الفترة التي يحاول فيها الجانبان التوصل إلى تسوية مؤقتة جديدة. يمكن أن يصبح التعامل مع الصين عبئا سياسيا في الولايات المتحدة الأمريكية حيث، إذا كان هناك إجماع حول قضية واحدة، فهي تتعلق بالتشدد تجاه الصين.

لا تتخذ وورلد أند نيو وورلد جورنال مواقف بشأن قضايا السياسة؛ الآراء الواردة هنا هي آراء المؤلف (المؤلفين) ولا تعكس بالضرورة وجهات نظر وورلد أند نيو وورلد جورنال.

First published in :

ORF (Observer Research Foundation)

바로가기
저자이미지

مانوج جوشي

مانوج جوشي زميل متميز في مؤسسة أوبزرفر ريسيرش. وهو مؤلف مؤخرا كتاب "فهم الحدود الهندية الصينية: التهديد الدائم بالحرب في أعالي جبال الهيمالايا" (لندن، سي.هيرست ونيودلهي هاربر كولينز 2022). وهو صحفي ومعلق متخصص في القضايا الأمنية وعمل مع ذا هينو(The Hindu) وذا تايمز أوف إنديا (The Times of India) و ذا هيندواستان تايمز (The Hindustan Times) وذا إنديا توداي غروب (The India Today Group). وهو حاصل على درجة الدكتوراه من كلية الدراسات الدولية (SIS)، JNU، وقد شغل العديد من التعيينات الزائرة في العديد من الجامعات في الهند وخارجها. وهو متحدث منتظم في الكلية الحربية للجيش وكلية الحرب الجوية وكلية الدفاع الوطني.

Thanks for Reading the Journal

Unlock articles by signing up or logging in.

Become a member for unrestricted reading!