Subscribe to our weekly newsletters for free

Subscribe to an email

If you want to subscribe to World & New World Newsletter, please enter
your e-mail

Diplomacy

سوريا: العيش تحت سقف دولة موحدة

يحتفل السوريون بعد الإطاحة بنظام الأسد، الحرب في الشرق الأوسط، المتمردون والإسلاميون، بورتا نيجرا في ترير، ألمانيا، 08.12.2024

Image Source : Shutterstock

by يوري زينين

First Published in: Jan.06,2025

Jan.27, 2025

لقد غمرت موجة من التعليقات والتقارير المشهد الإعلامي وشبكات التواصل الاجتماعي في الشرق الأوسط في أعقاب الانقلاب في سوريا وصعود قوى جديدة إلى السلطة. وتعكس هذه التفاعلات فسيفساء متنوعة من الآراء ووجهات النظر حول الأسباب وراء هذه الأحداث. ووسط هذا الجوقة العامة من الآراء، هناك اتجاه ملحوظ يحتفل بـ "انتصار الشعب السوري، المضطهد لعقود من الزمن". وفي نفس الوقت، فإن فرحة المعلقين إزاء سقوط النظام غير المتوقع تخففها مخاوف من عدم اليقين وعدم القدرة على التنبؤ بمستقبل البلاد. العناوين الرئيسية مثل "سوريا: لا منتصر!"، " سوريا أبعد ما تكون عن قيامتها من جديد"، و"سوريا اليوم في ظلال الانقسام الداخلي" تغلف هذه المشاعر. ويتوقع المحللون الإقليميون سيناريوهات متضاربة لمستقبل البلاد: الأول يتصور انتقالا سلميا بلا دماء إلى نظام حكم جديد، والثاني يتنبأ بالانحدار إلى الفوضى والصراع المدني.

ماذا يعلن الشرع

يركز العديد من الكتاب انتباههم على سيرة وأفعال وتصريحات رئيس "هيئة تحرير الشام*"(HTS) الجولاني - الزعيم غير الرسمي لتكتل القوى التي تولت السلطة الآن بعد الانقلاب. وهم يشيرون إلى أن صورته العامة تخضع للتحول. قاتل الجولاني تحت لواء "القاعدة*" في العراق، وقضى خمس سنوات في سجن أمريكي هناك، واستبدل مؤخرا اسمه الحربي باسمه الحقيقي، الشرع. وفقا لصحيفة الأخبار اللبنانية، فإن ظهوره العام ومقابلاته مصممة لجمهور خارجي. ويشمل هذا الغرب أولا وقبل كل شيء، تليها دول الخليج وإسرائيل والدول المجاورة والجهات الفاعلة المؤثرة في سوريا مثل إيران وروسيا. إن كل ما يبلغه الشرع يخدم غرض إرسال رسالة مفادها أنه لم يعد الرجل الذي عرفه كثيرون ذات يوم. فهو يعبر عن رغبته في إقامة علاقات طيبة مع المجتمع الدولي. وفي دمشق، فُتحت الأبواب أمام وفود من عدة دول أوروبية فضلا عن الولايات المتحدة. وكان الهدف من هذه الزيارات إنشاء قنوات اتصال مع حكام سوريا الجدد. وفي الأيام الأخيرة، بسطت القيادة الجديدة السجادة الحمراء للدبلوماسيين الزائرين من الدول العربية، بما في ذلك المملكة العربية السعودية والأردن وقطر. وعرضت قطر تقديم المساعدة الفنية لاستئناف الرحلات الجوية التجارية وأعربت عن اهتمامها بالاستثمار في قطاعات مختلفة في سوريا، بما في ذلك الطاقة. وأعرب الأردن عن "استعداده لدعم سوريا في مجالات مثل التجارة وأمن الحدود وإمدادات الكهرباء وغير ذلك". ويبدو أيضا أن الوفود العربية التي تزور دمشق غير راغبة في ترك المجال مفتوحا أمام التدخل النشط لتركيا في سوريا أو السماح لها بفرض جدول أعمالها على الشعب السوري. وتحاول الدول الغربية تحديد نهجها في التعامل مع الإدارة السورية الجديدة. وهي تنتظر تقييم سياساتها وأفعالها قبل النظر في رفع العقوبات المفروضة على دمشق. بعد لقاء مع الشرع، أعلن ممثل الولايات المتحدة إلغاء المكافأة المالية البالغة 10 ملايين دولار أمريكي التي كانت معروضة في السابق لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض عليه. وعلى الرغم من ذلك، لا تزال هيئة تحرير الشام (HTS)* مدرجة على القائمة الأميركية للمنظمات الإرهابية المعترف بها رسميا.

إشارات إيجابية من السلطات السورية الجديدة

تبدو السلطات السورية الجديدة حريصة على إرسال إشارات إيجابية تؤكد على "العدالة الاجتماعية والمساواة بين جميع المكونات الدينية والعرقية". وتهدف هذه الجهود إلى طمأنة المجتمع الدولي، وكسب الاعتراف، وتمهيد الطريق للتعاون الرسمي. ويرى الخبراء والمحللون السياسيون أن هذه الإشارات مشجعة. ووصف أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، التصريحات حول الوحدة الوطنية ووعود هيئة تحرير الشام (HTS) بعدم فرض أفكارها على جميع السوريين بأنها "معقولة وعقلانية". ومع ذلك، أعرب عن مخاوفه بشأن طبيعة القوات الجديدة وارتباطاتها التاريخية بجماعات مثل جماعة الإخوان المسلمين* والقاعدة*. قام الباحث السعودي البارز في الإسلام السياسي والتطرف، يوسف الديني، بتحليل تغريدات من شخصيات جهادية، بما في ذلك تصريحات الشرع. وخلص إلى أن القضية الأساسية التي تواجهها هيئة تحرير الشام (HTS) تكمن في "بقايا" المقاتلين الأجانب والمرتزقة في صفوفها. وأشار إلى أن هؤلاء الأفراد كافحوا للتكيف، وافتقروا إلى البراغماتية التي أظهرها قادتهم. تسلط وسائل الإعلام في جميع أنحاء الشرق الأوسط الضوء على أجواء الحذر والترقب التي تسود المجتمع السوري حاليا. لقد فاجأت الاضطرابات المفاجئة العديد من الناس، وعطلت التصورات الراسخة، وقدمت سيناريوهات لا تستبعد الأحداث المضطربة. كما يذكرنا علماء الاجتماع العرب، فإن سوريا موطن لستة عشر مجموعة عرقية وعنصرية، بما في ذلك العرب والأكراد والشركس والدروز والشيعة والعلويين والمسيحيين واليزيديين وغيرهم. وقد قدر تاريخ الشعب السوري أن يعيش متشابكا داخل نسيج اجتماعي مشترك، محافظا على التراث الثقافي لبلاد الشام القديمة. يواجه النظام الجديد في سوريا تحديا هائلا. ولكي يتمكن من البقاء والاستمرار، يجب عليه تحويل خطابه إلى واقع دولة وطنية قانونية تحتضن التعايش تحت سقف واحد لجميع مكونات مجتمعها المتنوع.

*Organisations banned in the territory of the Russian Federation

First published in :

The New Eastern Outlook Journal

바로가기
저자이미지

يوري زينين

باحث أول في مركز دراسات الشرق الأوسط وإفريقيا التابع لمعهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية (MGIMO) التابع لوزارة الخارجية

Thanks for Reading the Journal

Unlock articles by signing up or logging in.

Become a member for unrestricted reading!