Subscribe to our weekly newsletters for free

Subscribe to an email

If you want to subscribe to World & New World Newsletter, please enter
your e-mail

Diplomacy

حادثة تحطم مروحية إيران: وفاة الرئيس رئيسي تترك طهران في حداد على فقدان الموالين للنظام

إبراهيم رئيسي كان رئيسا لجمهورية إيران

Image Source : Shutterstock

by إريك لوب

First Published in: May.20,2024

Jun.03, 2024

كان الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، الذي قُتل عندما تحطمت طائرته المروحية في 19 مايو/أيار 2024 في منطقة حدودية جبلية، من أشد المخلصين، والذي سيكون رحيله بمثابة ضربة قاسية للقيادة المحافظة في البلاد. وجاء اكتشاف الحطام والجثث بعد عملية بحث ليلية أعاقتها الأحوال الجوية والتضاريس. أعلن المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي أنه ستكون هناك فترة حداد عام لمدة خمسة أيام في البلاد. وباعتباري خبيرا في السياسة الداخلية والخارجية لإيران، أعتقد أن القلق في طهران قد يمتد إلى ما هو أبعد من المأساة الإنسانية المحتملة للحادث. وسيكون للتغيير الذي يفرضه هذا الحادث آثار مهمة على الدولة الإيرانية المنهكة بالفوضى الداخلية والمواجهة الإقليمية والدولية.

من هو ابراهيم رئيسي؟

منذ الثورة الإيرانية عام 1979، عمل رئيسي كموظف مجتهد في الجمهورية الإسلامية وتلميذ بارز لخامنئي، الذي يتمتع بصفته المرشد الأعلى بالسلطة المطلقة في الجمهورية الإسلامية. قبل أن يصبح رئيسا في عام 2021، شغل رئيسي مناصب مختلفة داخل السلطة القضائية تحت إشراف المرشد الأعلى. بصفته مدعيا عاما، وفي نهاية الحرب العراقية الإيرانية عام 1988، كان عضوا في اللجنة التي حكمت على آلاف السجناء السياسيين بالإعدام. وقد أكسبته عمليات الإعدام لقب "جزار طهران" وأخضعته بعد ذلك لعقوبات الولايات المتحدة الأمريكية وإدانات الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان الدولية. منذ عام 2006، عمل رئيسي في مجلس خبراء القيادة، وهي الهيئة التي تعين المرشد الأعلى وتشرف عليه. وعلى الرغم من أنه كان يُنظر إليه على أنه يفتقر إلى الكاريزما والبلاغة، كان يُعتقد أن رئيسي، البالغ من العمر 63 عاما، يتم إعداده لخلافة خامنئي البالغ من العمر 85 عاما كمرشد أعلى.

سجل محلي متقلب

على الصعيد المحلي، كانت رئاسة رئيسي سببا ونتيجة لأزمة الشرعية والفوضى المجتمعية للنظام. لقد فاز بشكل مثير للجدل في الانتخابات الرئاسية لعام 2021 بعد استبعاد عدد كبير من المرشحين من قبل مجلس صيانة الدستور، الذي يقوم بفحص المرشحين، وانخفاض نسبة إقبال الناخبين تاريخيا إلى أقل من 50٪. ومن أجل استرضاء قاعدته المحافظة، أعاد رئيسي وحكومته تنشيط شرطة الأخلاق وأعادوا فرض القيود الدينية على المجتمع. وأدت هذه السياسة إلى احتجاجات "المرأة والحياة والحرية" التي اندلعت بعد وفاة مهسا أميني أثناء احتجازها لدى الشرطة في عام 2022. وأثبتت المظاهرات أنها الأكبر والأطول في تاريخ الجمهورية الإسلامية الذي يقترب من 50 عاما. كما أدت إلى قمع غير مسبوق من قبل الدولة، حيث قُتل أكثر من 500 متظاهر وجُرح واختفي واعتقل مئات آخرين. طوال الاحتجاجات، أظهر رئيسي ولاءه للمرشد الأعلى والنخب المحافظة من خلال مضاعفة القيود والقمع. وفي غضون ذلك، في عهد رئيسي، استمر الاقتصاد الإيراني في المعاناة بسبب مزيج من سوء الإدارة الحكومية والفساد، إلى جانب العقوبات الأمريكية التي تكثفت ردا على القمع الداخلي الذي تمارسه طهران والاستفزازات الخارجية.

المواجهة بشأن التقارب

وكانت الاضطرابات الداخلية في عهد رئيسي مصحوبة بتحولات في دور إيران الإقليمي والدولي. وباعتباره المرشد الأعلى، فإن لخامنئي الكلمة الأخيرة في السياسة الخارجية. لكن رئيسي ترأس دولة استمرت في طريق المواجهة مع خصومها، ولا سيما الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل. وسواء كان ذلك بدافع الاختيار أو الضرورة الملحة، فقد ابتعدت طهران أكثر عن أي فكرة للتقارب مع الغرب. وفي مواجهة العقوبات الأمريكية المتزايدة، كانت إيران في عهد رئيسي مترددة في إحياء الاتفاق النووي. وبدلا من ذلك، زادت إيران من تخصيب اليورانيوم، ومنعت المفتشين الدوليين، وأصبحت دولة على عتبة السلاح النووي. كما واصل رئيسي سياسة "النظر إلى الشرق" التي انتهجها سلفه حسن روحاني. ولتحقيق هذه الغاية، سعى هو وحكومته إلى تحقيق تقارب أكبر مع الصين. وعرضت بكين بدورها شريان حياة اقتصادي من خلال استيراد النفط الإيراني والتوسط في اتفاق دبلوماسي بين إيران والمملكة العربية السعودية في مارس/آذار 2023. وفي غضون ذلك، واصلت إيران، تحت رئاسة رئيسي، العمل كحليف وممول للصراعات المناهضة للولايات المتحدة الأمريكية والغرب، حيث قامت بتسليم طائرات مقاتلة بدون طيار إلى روسيا لاستخدامها في أوكرانيا وتوفير الأسلحة لمختلف الوكلاء الإقليميين في الشرق الأوسط. منذ أن بدأت الحرب في غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حافظت إيران تحت حكم خامنئي ورئيسي على توازن دقيق بين تمكين وكلائها الإقليميين من مواجهة إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية مع تجنب المواجهة المباشرة مع كلا البلدين، اللذين يعتبران خصمين متفوقين تقليديا. وقد تعطل هذا التوازن مؤقتا عندما هاجمت الجمهورية الإسلامية إسرائيل بشكل مباشر بطائرات بدون طيار وصواريخ لأول مرة في التاريخ في أبريل/نيسان ردا على هجوم على القنصلية الإيرانية في دمشق. وكان رئيسي -رغم أنه لم يكن مسؤولا بشكل مباشر عن السياسة الخارجية- داعما رئيسيا لمحاولات النظام الإيراني للابتعاد أكثر عن النظام الدولي القائم والسعي إلى إقامة تحالفات مع دول معادية بشكل مماثل للغرب. 


وفي وقت تحطم المروحية، كان رئيسي وزملاؤه عائدين من حفل تدشين السد الذي أقيم في أذربيجان المجاورة. ومن المفترض أن الحفل كان يهدف إلى تودد إيران إلى أذربيجان، بعد أن اتخذت في وقت سابق موقفا غامضا، إن لم يكن عدائيا، في نزاع مرتفعات قره باغ ــ والذي انتهى بانتصار أذربيجاني مقنع في أواخر عام 2023.

ماذا يمكن أن يعني تغيير الرئيس

في ولاية رئيسي، كان لدى المرشد الأعلى خامنئي موالون منذ فترة طويلة، ومن داخل النظام وخليفة محتمل. وبموجب الدستور الإيراني، فإن أي وفاة لرئيس تؤدي إلى تولي النائب الأول للرئيس المنصب كرئيس مؤقت. وفي هذه الحالة، يعني ذلك محمد مخبر، وهو سياسي يشبه إلى حد كبير رئيسي، والذي كان عضوا بارزا في الفريق الإيراني الذي يتفاوض بشأن صفقات الأسلحة مع موسكو. وسيتعين على إيران أيضا إجراء انتخابات رئاسية في غضون 50 يوما. ويبقى أن نرى من سيعطي المرشد الأعلى موافقته له كرئيس مستقبلي وخليفة محتمل. ولكن من المؤكد أن المحافظين في طهران سوف يستمرون في التكاتف للدفاع عن غرضهم المشترك، نظرا للضغوط الداخلية والخارجية التي يواجهونها. وعلى المستوى المحلي، قد يتخذ هذا شكل المزيد من القمع الحكومي والتلاعب بالانتخابات. وعلى المستوى الإقليمي والدولي، أعتقد أن ذلك قد يعني إقامة علاقات أقوى مع الحلفاء الناشئين ومواصلة المواجهة المحسوبة ضد الخصوم التقليديين.

First published in :

The Conversation

바로가기
저자이미지

إريك لوب

أستاذ مشارك في قسم السياسة والعلاقات الدولية بجامعة فلوريدا الدولية. تركز أبحاثه على تقاطع السياسة والتنمية في الشرق الأوسط. وهو مؤلف كتاب "Iran’s Reconstruction Jihad: Rural Development and Regime Consolidation after 1979" (مطبعة جامعة كامبريدج، 2020). ظهرت مقالاته في International Journal of Middle East Studies، وIranian Studies، وMiddle East Critique، وThe Middle East Journal، وThe Muslim World، وThird World Quarterly، وغيرها. وهو باحث غير مقيم في برنامج إيران بمعهد الشرق الأوسط (MEI) وعضو مجلس أمناء المعهد الأمريكي للدراسات الإيرانية (AIIrS).

Thanks for Reading the Journal

Unlock articles by signing up or logging in.

Become a member for unrestricted reading!