Diplomacy
يكتسب حل الدولتين زخما متجددا لإسرائيل والفلسطينيين. هل لديه فرصة للنجاح؟

Image Source : Shutterstock
Subscribe to our weekly newsletters for free
If you want to subscribe to World & New World Newsletter, please enter
your e-mail
Diplomacy
Image Source : Shutterstock
First Published in: Jun.03,2025
Jun.16, 2025
مع استمرار الحرب الإسرائيلية المدمرة على غزة، كان يُعتقد أن حل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني قد "انقرض". أما الآن، فقد بدأ يُظهر بوادر حياة من جديد. أفادت التقارير أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يضغط على الدول الأوروبية الأخرى للاعتراف المشترك بدولة فلسطينية في مؤتمر للأمم المتحدة في منتصف يونيو/حزيران، يركز على تحقيق حل الدولتين. ووصف ماكرون هذا الاعتراف بأنه "ضرورة سياسية". وتشعر دول خارج أوروبا بالضغط أيضا. فقد أكدت أستراليا مجددا وجهة نظرها بأن الاعتراف بفلسطين يجب أن يكون "وسيلة لبناء زخم نحو حل الدولتين". خلال زيارة ماكرون لإندونيسيا في أواخر مايو، تعهد الرئيس الإندونيسي برابوو سوبيانتو بشكل مفاجئ بالاعتراف بإسرائيل إذا سمحت بقيام دولة فلسطينية. إندونيسيا واحدة من حوالي 28 دولة لا تعترف بإسرائيل حاليا. فرنسا، أستراليا، الولايات المتحدة الأمريكية، المملكة المتحدة، كندا، ألمانيا، إيطاليا، اليابان وكوريا الجنوبية من بين حوالي 46 دولة لا تعترف بدولة فلسطينية.
يسعى مؤتمر الأمم المتحدة، الذي يُعقد في الفترة من 17 إلى 20 يونيو/حزيران، والذي تُشارك في رعايته فرنسا والمملكة العربية السعودية، إلى "تجاوز إعادة تأكيد المبادئ" و"تحقيق نتائج ملموسة" نحو حل الدولتين.
دعمت معظم الدول، بما فيها الولايات المتحدة، حل الدولتين من حيث المبدأ لعقود. إلا أن الإرادة السياسية لدى جميع الأطراف قد تضاءلت في السنوات الأخيرة.
فلماذا تكتسب هذه السياسة زخما مجددا الآن؟ وهل لديها فرصة أكبر للنجاح؟
ببساطة، حل الدولتين هو خطة سلام مقترحة من شأنها إنشاء دولة فلسطينية ذات سيادة إلى جانب دولة إسرائيل. وقد بُذلت عدة محاولات فاشلة لتطبيق هذه السياسة على مدى العقود الأخيرة، أشهرها اتفاقيات أوسلو في أوائل التسعينيات. في السنوات الأخيرة، كان حل الدولتين يبدو أقل احتمالا يوما بعد يوم. كان قرار إدارة ترامب عام 2017 بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها مؤشرا على تراجع الولايات المتحدة عن دورها كوسيط. ثم وافقت عدة دول عربية على تطبيع العلاقات مع إسرائيل في اتفاقيات إبراهيم، دون وعود إسرائيلية بالتحرك نحو حل الدولتين. كان لهجمات حماس على إسرائيل - وما تلاها من حرب إسرائيلية على غزة - تأثير متناقض إلى حد ما على النقاش الشامل. من ناحية، أضعفت وحشية أفعال حماس شرعية حركة تقرير المصير الفلسطينية بشكل كبير في بعض الأوساط على الساحة العالمية. من ناحية أخرى، بات من الواضح أيضا أن الوضع الراهن - استمرار الاحتلال الإسرائيلي لغزة والضفة الغربية بعد انتهاء حرب وحشية - غير قابل للاستمرار لا لأمن إسرائيل ولا لحقوق الإنسان الفلسطيني. كما أن انهيار وقف إطلاق النار الأخير بين إسرائيل وحماس، وعودة العمليات البرية الإسرائيلية المكثفة في مايو/أيار، وتقارير المجاعة الجماعية للفلسطينيين، لم يُسهم إلا في زيادة عزلة الحكومة الإسرائيلية في نظر نظرائها. لقد ازداد إحباط من كانوا داعمين ثابتين لإسرائيل في السابق بسبب غياب أهداف استراتيجية واضحة في غزة. ويبدو أن الكثيرين منهم مستعدون الآن لتجاهل رغبات إسرائيل والسعي للحصول على الاعتراف بفلسطين. بالنسبة لهذه الحكومات، تأمل أن يُعيد الاعتراف بدولة فلسطينية بناء الإرادة السياسية - عالميا وفي الشرق الأوسط - نحو حل الدولتين.
ولكن ما مدى احتمالية تحقيق ذلك على أرض الواقع؟ لا شك أن هناك إرادة سياسية أقوى مما كانت عليه من قبل، ولكن هناك أيضا العديد من العقبات المهمة. أولا وقبل كل شيء، الحرب في غزة. من البديهي أن هذه الحرب يجب أن تنتهي باتفاق الطرفين على وقف إطلاق نار دائم. علاوة على ذلك، لا تزال السلطة السياسية في كل من غزة وإسرائيل تُشكل مشكلة. أكدت الدول التي تدرس حاليا الاعتراف بفلسطين، مثل فرنسا وأستراليا، صراحة أن حماس لا يمكنها أن تلعب أي دور في حكم الدولة الفلسطينية المستقبلية. ورغم تزايد المشاعر المعادية لحماس بين سكان غزة، إلا أن حماس تُشن حملة عنيفة على هذه المعارضة وتسعى إلى ترسيخ سلطتها. ومع ذلك، تُظهر استطلاعات الرأي أن شعبية فتح - الحزب الذي يقود السلطة الوطنية الفلسطينية - أقل من شعبية حماس، بمتوسط 21%. ويؤيد أقل من نصف سكان غزة عودة القطاع إلى سيطرة السلطة الفلسطينية. وهذا يعني أن الدولة الفلسطينية المستقبلية ستتطلب على الأرجح قيادة جديدة. كما أن الإرادة السياسية في إسرائيل شبه معدومة لحل الدولتين. ولم يتردد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في معارضة قيام دولة فلسطينية. وكان معظم أعضاء حكومته على وفاق. وقد انعكس هذا أيضا في الإجراءات السياسية. ففي أوائل مايو/أيار، وافق مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي على خطة تُمكن إسرائيل من احتلال أجزاء من غزة إلى أجل غير مسمى. وافقت الحكومة مؤخرا على أكبر توسعة للمستوطنات في الضفة الغربية منذ عقود. لا تزال هذه المستوطنات تُشكل عائقا رئيسيا أمام حل الدولتين. يبلغ إجمالي عدد المستوطنين الإسرائيليين أكثر من 700,000 مستوطن في كل من القدس الشرقية والضفة الغربية. وقد ازداد عددهم بوتيرة أسرع منذ انتخاب حكومة نتنياهو اليمينية المؤيدة للاستيطان عام 2022. يُكرس القانون الأساسي الإسرائيلي الاستيطان، حيث تُعرفه الدولة بأنه "قيمة وطنية" وتشجع بنشاط على "إقامته وترسيخه". كلما زاد الاستيطان، ازدادت حدود الدولة الفلسطينية المستقبلية تعقيدا. ثم هناك مشكلة الدعم الشعبي. تُظهر استطلاعات الرأي الأخيرة أن لا الإسرائيليين ولا الفلسطينيين ينظرون إلى حل الدولتين بإيجابية. 40% فقط من الفلسطينيين يؤيدونه، بينما يعتقد 26% فقط من الإسرائيليين أن الدولة الفلسطينية يمكن أن "تتعايش بسلام" إلى جانب إسرائيل. ومع ذلك، لا يجعل أي من هذه التحديات هذه السياسة مستحيلة. إن عدم شعبية حل الدولتين محليا هو انعكاس لإخفاقات سابقة أكثر منه لمفاوضات مستقبلية. وكانت اتفاقية تقاسم السلطة في أيرلندا الشمالية غير شعبية بالمثل في التسعينيات، لكن السلام تحقق بفضل قيادة سياسية جريئة شاركت فيها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. بعبارة أخرى، لن نعرف ما هو ممكن حتى تبدأ المفاوضات. سيتعين رسم خطوط حمراء وتقديم تنازلات. ليس من الواضح ما هو تأثير الضغط الخارجي المتنامي، ولكن يبدو أن المجتمع الدولي قد وصل إلى نقطة تحول سياسية بشأن حل الدولتين. وقد يتزايد الزخم من جديد.
First published in :
أندرو محاضر في دراسات الشرق الأوسط والعلاقات الدولية بجامعة ديكين. يُدرّس وحدات دراسية حول القضايا المحورية في الشرق الأوسط، والصراع العربي الإسرائيلي، والحوكمة العالمية. يستكشف كتابه القادم "إيران والغرب: نهج غير غربي في السياسة الخارجية" (2024) كيف يُمكن لوجهات النظر غير الغربية تجاه الشرق الأوسط وما وراءه أن تُحسّن فهمنا للصراع المستعصي.
Unlock articles by signing up or logging in.
Become a member for unrestricted reading!