Diplomacy
كلمة وزير خارجية روسيا الاتحادية سيرغي لافروف في الجلسة المفتوحة لمجلس الأمن الدولي بشأن الوضع في الشرق الأوسط، بما في ذلك القضية الفلسطينية، نيويورك، 17 يوليو/ تموز 2024
Image Source : Shutterstock
Subscribe to our weekly newsletters for free
If you want to subscribe to World & New World Newsletter, please enter
your e-mail
Diplomacy
Image Source : Shutterstock
First Published in: Jul.17,2024
Sep.09, 2024
أود أن أرحب ترحيبا حارا بالوزراء المحترمين وغيرهم من الممثلين الرفيعين المستوى الحاضرين في قاعة مجلس الأمن. وتؤكد مشاركتهم في جلسة اليوم استمرار أهمية الموضوع قيد المناقشة. عملا بالمادة 37 من النظام الداخلي المؤقت، أدعو للمشاركة في هذا الاجتماع ممثلي الأردن، وإسبانيا، وأستراليا، وإسرائيل، والإمارات العربية المتحدة، وإندونيسيا، وجمهورية إيران الإسلامية، وأيرلندا، وباكستان، والبحرين، والبرازيل، والبرتغال، وبلجيكا، وبنغلاديش، ودولة بوليفيا المتعددة القوميات، وبيرو، وجمهورية فنزويلا البوليفارية، وفيتنام، وقطر، وكازاخستان، وكوبا، وكولومبيا، والكويت، ولبنان، وليبيا ، وليختنشتاين، وماليزيا، ومصر، والمغرب، المكسيك، وملديف، والمملكة العربية السعودية، وموريتانيا، وناميبيا، والنرويج، ونيكاراغوا، ونيوزيلندا، والهند، وأوغندا، وتايلند، وتركيا، وتونس، وتيمور-ليشتي والجمهورية العربية السورية، وجمهورية جنوب أفريقيا، وسري لانكا، وشيلي والفلبين. تمت الموافقة على القرار ووفقا للنظام الداخلي المؤقت والممارسة المتبعة في هذا الصدد، أقترح أن يدعو المجلس المراقب الدائم لدولة فلسطين، التي تتمتع بصفة مراقب لدى الأمم المتحدة، إلى المشاركة في الجلسة. لا توجد اعتراضات، يتم اتخاذ القرار. واستنادا إلى المادة 39 من النظام الداخلي المؤقت للمجلس، أدعو رئيس ديوان الأمين العام، السيد إيرل كورتيناي راتراي، إلى المشاركة في هذه الجلسة. كما أدعو الأشخاص التالية أسماؤهم للمشاركة في هذا الاجتماع: - سعادة السيد ماجد عبد العزيز، المراقب الدائم لجامعة الدول العربية لدى الأمم المتحدة، - سعادة السيد سفين كومبانز، الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي لعملية السلام في الشرق الأوسط، - رئيس اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، سعادة السيد شيخ نيانغ، تم اتخاذ القرار. يبدأ مجلس الأمن الآن نظره في البند 2 من جدول الأعمال. أعطي الكلمة للسيد إيرل كورتيناي راتراي. *** السيدات والسادة المحترمون، أصحاب السعادة، تواجه منطقة الشرق الأوسط أخطار لم يسبق لها مثيل، على أمن شعوبها ورفاهها وحياتها السلمية. تنتشر موجات العنف إلى ما هو أبعد من منطقة النزاع العربي ـ الإسرائيلي، مما يزعزع استقرار الوضع في منطقة الخليج والبحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط وشمال إفريقيا. لابد من حديث صريح وصادق بشأن كيفية وقف إراقة الدماء ومعاناة المدنيين دون تأخير، والانتقال إلى تسوية طويلة الأجل للنزاعات الطويلة الأمد والجديدة نسبيا. إن بلدنا تاريخيا يرتبط بعلاقات طيبة مع جميع بلدان المنطقة. وكان الاتحاد السوفياتي أول دولة تعترف بإسرائيل بحكم الواقع وبحكم القانون، وأقام علاقات دبلوماسية معها فور إعلان الاستقلال في مايو 1948. وفي الوقت نفسه، دأبت موسكو على الدعوة إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة، وإحقاق الحق المشروع والأساسي للفلسطينيين في تقرير مصيرهم. لقد أيدنا في عام 1949 طلب إسرائيل لنيل العضوية في منظمة الأمم المتحدة- شريطة (أؤكد هذا بشكل خاص) تنفيذ قراري الجمعية العامة 181 و194 بشأن خطة تقسيم فلسطين وحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة. وقد أشرنا إلى ذلك بوضوح عندما صوتنا لصالح انضمام إسرائيل إلى منظمة الأمم المتحدة. وكذلك، نؤيد اليوم انضمام فلسطين إلى منظمتنا. وقد اعترفت تقريبا 150 دولة أعضاء في الأمم المتحدة بسيادتها كدولة. إننا ندافع عن موقفنا القائم على قواعد القانون الدولي في إطار مختلف الهيئات الدولية لتسوية النزاع الفلسطيني ـ الإسرائيلي وعلى مدى أوسع، النزاع في الشرق الأوسط. وننطلق من ضرورة تنفيذ قرارات الأمم المتحدة، بما في ذلك قرارات الجمعية العامة الأولى المذكورة أعلاه وقرارات مجلس الأمن الرئيسية: 242 و338، التي جرى تبنيها بعد نهاية حرب الأيام الستة وحرب يوم الغفران، وكذلك 478 و497 بشأن وضع القدس ومرتفعات الجولان. ونعلق أهمية خاصة على الحوار مع الدول العربية وجيرانها إيران وتركيا. ومنذ البداية، قدرنا تقديرا عاليا الإمكانات البناءة لمبادرة السلام العربية التي قدمتها المملكة العربية السعودية في عام 2002. وفي الوقت نفسه، احترمنا قرار عدد من الدول العربية بتطبيع العلاقات مع إسرائيل حتى قبل تسوية القضية الفلسطينية. ودعونا إلى إشراك المنظمات العربية والإسلامية: جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي- في الجهود الجماعية في إطار "رباعي" للوسطاء الدوليين، والذي، وللأسف، "دُفن" تحت أنقاض "صفقة القرن" الأمريكية. لقد أصبح الماضي الاستعماري ـ الانتدابي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا- وما يزال – إرثا ثقيلا لبلدان المنطقة. ووضعت اتفاقيات سايكس بيكو ووعد بلفور و"الكتاب الأبيض" ألغاما مؤقتة ما تزال تنفجر حتى يومنا هذا. ويتفاقم الوضع بسبب التجارب الجيوـ سياسية الجديدة للغرب. ونحن على يقين بأنه ينبغي لبلدان المنطقة أن تحدد بنفسها، دون تدخل خارجي، طريقها نحو تعزيز السيادة والاستقلال، والتنمية الاجتماعية- الاقتصادية لصالح شعوبها. وسيتيح ذلك تحرير واطلاق الأهمية التاريخية والحضارية والدينية والثقافية العالمية الهائلة للشرق الأوسط وشمال أفريقيا لصالح السلام والاستقرار. واليوم، المشكلة الأكثر حدة وإلحاحا هي المشكلة الفلسطينية. وهذه هي المرة الرابعة في غضون 10 أشهر التي يعقد فيها مجلس الأمن الدولي اجتماعا على المستوى الوزاري. وجرى اعتماد أربعة قرارات. ومع ذلك، فإن سفك الدماء المستمر في الأراضي الفلسطينية المحتلة يؤكد أن جميع هذه القرارات ظلت حبرا "على الورق". لقد وقفت روسيا باستمرار ضد الإرهاب بجميع مظاهره. وأدنا بصورة لا لبس فيها الهجوم الإرهابي على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023. ولكن ما يجري حاليا في غزة هو عقاب جماعي غير مقبول للسكان المدنيين. ومنذ ما يقرب من 300 يوم، تواصل القوات المسلحة الإسرائيلية عمليات تمشيط القطاع، وهو المكان الأكثر كثافة سكانية على الكوكب، والذي أطلق عليه منذ سنوات عديدة "سجن في الهواء الطلق". لقد نجمت عن العملية العسكرية الواسعة النطاق التي تقوم بها إسرائيل وحلفائها الأمريكيين عن إحصائية مروعة عن الخسائر البشرية والدمار. سقط خلال 300 يوم، أي في 10 أشهر، ما يقرب من 40 ألف قتيل و90 ألف جريح من المدنيين الفلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء. وهذا ضعف عدد الضحايا المدنيين من كلا الجانبين خلال 10 سنوات من النزاع في جنوب شرق أوكرانيا، وسقط في غضون عشرة أشهر في قطاع غزة ضعف عدد الضحايا المدنيين الذين سقطوا خلال 10 سنوات في النزاع في أوكرانيا بعد الانقلاب في فبراير 2014. ووفقا للجنة التحقيق الدولية المستقلة في انتهاكات القانون الإنساني الدولي، فإن ما يقرب من نصف سكان غزة من الفلسطينيين الذين تقل أعمارهم عن 18 عاما. وهذا يعني أنهم ولدوا ونشأوا في ظل الحصار الشامل، وإلى جانب تصعيد العنف الحالي، فانهم تعرضوا لعمليات عسكرية إسرائيلية مثل: "أمطار الصيف" و "غيوم الخريف" في عام 2006، و "الشتاء الحار" و "الرصاص المصبوب" في 2008-2009، و "عمود السحابة" في عام 2012، و"صخرة غير قابلة للتدمير" في عام 2014 و"حارس الجدران" في عام 2021. وغدت غزة اليوم، تحت الأنقاض - فقد دُمر القطاع السكني والمدارس والمستشفيات بالكامل تقريبا، وعُطلت مرافق البنية التحتية المدنية الرئيسية. واندلعت في القطاع أوبئة الأمراض المعدية، والتجويع الجماعي، وكارثة إنسانية حقيقية. وليس ثمة إمكانية آمنة ومستدامة للوصول إلى جميع المتضررين والمحتاجين في ظروف الأعمال العدائية المستمرة. يقترب عدد الضحايا بين موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية في المجال الإنساني من 300 شخصا. وهذه هي أكبر خسارة تمنى بها، بدفعة واحدة، الأمم المتحدة في التاريخ الحديث. لقد قُتل العديد من العاملين في المجال الإنساني سوية مع عوائلهم. نعرب عن تعازينا لأقارب الضحايا وأصدقائهم، ولزملائهم. بدأت في 7 مايو، عملية لتمشيط رفح، آخر ملجأ لمليون ونصف فلسطيني فروا من جميع أنحاء غزة. واُغلق معبر رفح. لقد أصبح القطاع مرة أخرى "منطقة النزاع الوحيدة في العالم التي لا يُسمح للناس حتى بالفرار منها."، وهذا ما قاله الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريشفي عام 2009، عندما شغل منصب المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. ولم يتغير شيء منذ ذلك الحين. والوضع يتدهور فقط. وتعمل المعابر الحدودية على الجانب الإسرائيلي بشكل متقطع وبقيود مرور شديدة. ويسمح لعبور عدد اقل بكثير من الشحنات مقارنة لما كانت عليه حتى قبل المواجهة الحالية، وكانت الاحتياجات حينها أقل بكثير. وفي الضفة الغربية والقدس الشرقية الأوضاع صعبة. ولم تتوقف غارات العسكريين الإسرائيليين وعدوان المستوطنين. ويصاحب كل هذا خسائر من كلا الجانبين. وعلى خلاف مطالب قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2334، فإن إسرائيل لا تقوم بخفض وحسب، بل تزيد أيضا بناء المستوطنات غير القانونية. وبالإضافة إلى مصادرة الأراضي وتدمير المنازل الفلسطينية، يمارس إضفاء الشرعية بأثر رجعي المخافر الاستيطانية، التي يعتبر بناؤها غير شرعي حتى من وجهة نظر القانون الإسرائيلي. إن مثل هذه الإجراءات الأحادية الجانب لخلق "حقائق لا رجعة فيها على الأرض" (كما ذكر رئيس مجلس الوزراء للأمين العام للأمم المتحدة إيرل كورتيناي راتراي) هي انتهاكات جسيمة لالتزامات إسرائيل كقوة احتلال. وأود أن أؤكد على الالتزامات الناشئة عن اتفاقيات جنيف، التي جرى اعتمادها قبل 75 عاما، ومن المفارقات، بطرق عديدة لحماية اليهود الذين عانوا من معاناة لا إنسانية إبان الحرب العالمية الثانية ومنع أي اضطهاد على أساس الجنسية في المستقبل. الزملاء المحترمون، إن انفجار العنف حاليا في الشرق الأوسط بصورة غير مسبوقة، كان إلى حد كبير نتيجة للسياسة الأمريكية المعروفة في المنطقة. نتيجة تلك الدبلوماسية، التي يتحدث الممثلون الأمريكيون لنا عن "فعاليتها" منذ ما يقرب من 10 أشهر، مطالبين بخفض العمل في منصة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. ووجه زميلي، وزير خارجية الولايات المتحدة أنتوني بلينكن، مثل هذا النداء. ويستخدمون حق النقض مرة تلو الأخرى، لعرقلة تبني الدعوات إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار في كل مكان. وعندما تم اعتماد القرار 2728، القاضي بوقف الأعمال القتالية لفترة شهر رمضان، أعلنت الولايات المتحدة على الفور أنه غير ملزم قانونا. وفي المقابل، تلقينا "خطة جون بايدن" سيئة السمعة، والتي كان الأمريكيون يعتزمون الموافقة عليها حتى قبل تلقي رد فعل إسرائيل عليها. وعرف الجميع أنها كانت سلبية. لأن إسرائيل لا تحتاج إلى أي خطة تشمل على تلميح للسلام. لقد اقتنعنا بهذا مرة أخرى اليوم. عندما كنت استمع إلى خطاب ممثل إسرائيل اليوم أردت أن أسأل ممثلة الولايات المتحدة، هل نشأ لديكم شعور بأنكم أخطأتم الغرفة، وحضرتم ليس للمناقشة التي تم الإعلان عنها؟ آمل أن يكون ما اتحدت عنه واضحا. لهذا السبب امتنعنا عن التصويت على قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2735، وكنا نعرف مسبقا أن إسرائيل رفضته بصمت. ومن خلال توفير غطاء دبلوماسي لممارسات إسرائيل، وتوفير الأسلحة والذخيرة، أصبحت واشنطن (من الواضح للجميع) شريكا مباشرا في النزاع – تماما كما في حالة الوضع في أوكرانيا. وإذا توقف هذا الدعم، ستتوقف إراقة الدماء. ولكن الولايات المتحدة إما لا تروم أو لا تستطيع القيام به. وعلى ما يبدو، أن الشيء الرئيس ليس إنقاذ الأرواح البشرية، ولكن المناورات التي ستسمح لك الفوز بالمزيد من النقاط خلال الحملة الانتخابية. وأود أن أؤكد مقاربات روسيا المبدئية مرة أخرى. إننا ندين الهجوم الإرهابي الذي وقع في 7 أكتوبر 2023، والذي، مع ذلك، لا يمكن استعماله كمبرر لأعمال إسرائيل الحالية وتقويض فكرة إنشاء دولة فلسطينية. وندعو إلى وقف دائم وفي كل مكان لإطلاق سراح 120 رهينة إسرائيليين وحوالي 9500 فلسطيني اعتقلوا تعسفيا منذ 7 أكتوبر 2023. وندعو إلى ضمان وصول المساعدات الإنسانية بصورة آمنة وكافية إلى جميع المتضررين والمحتاجين. ونؤكد من جديد التفويض الرئيس للأونروا كهيكل فريد لتقديم المساعدة للفلسطينيين في الأراضي المحتلة وفي البلدان العربية المجاورة. ونحن نصر على الوقف الفوري لأنشطة الاستيطان غير القانونية. أن حل هذه المهام العاجلة قد يخلق الظروف للعودة إلى مفاوضات السلام على أساس القانون الدولي المتعارف عليه، من أجل إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة تتعايش في سلام وأمن مع إسرائيل. وعندئذ فقط يمكن تصحيح الظلم التاريخي الذي لحق بالشعب الفلسطيني، وإحقاق حقه الأساسي في تقرير المصير. وفي الوقت نفسه، فإن استعادة الوحدة بين الفلسطينيين ينطوي على أهمية عظيمة، وقد سعينا دائما إلى تعزيزها بإتاحة الفرصة لممثلي مختلف الحركات الفلسطينية لإجراء الحوار الضروري لأقصى درجة، في منصة موسكو. نحن مقتنعون بأن الفلسطينيين قادرون على تقرير مستقبلهم بشكل مستقل دون تدخل خارجي، وبغض النظر عن مدى رغبة طرف ما في تقرير كل شيء لهم وضد إرادتهم. وهذا ينطبق أيضا على مستقبل غزة كجزء لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية. ونحن نعرف جميعا أي اتصالات تجري ما وراء الكواليس، ويجري النظر في خطط لترتيب مسبقا بنية غزة والدولة الفلسطينية برمتها. وعلى الرغم من عدم وجود حديث عمليا عن الدولة هناك. أعتقد أنه يجب على الجميع احترام مبدأ " لا كلمة واحدة عن فلسطين بدون الفلسطين." وما يزال اقتراحنا الرامي لعقد اجتماع لجميع اللاعبين الخارجيين الذين لهم تأثير على مختلف الفصائل في غزة والضفة الغربية، والذين يمكنهم، إذا تحدثوا بصوت واحد، المساعدة في التغلب على الانقسام في صفوف الفلسطينيين، ساري المفعول. وقد اُتخذت خطوة مهمة في هذا الاتجاه في فبراير من هذا العام في موسكو، عندما تحدثت جميع الفصائل الفلسطينية، التي أرسلت وفودها، لصالح استعادة الوحدة على أساس برنامج منظمة التحرير الفلسطينية. وتقع اليوم على عاتقنا جميعا مسؤولية وقف المأساة الإنسانية الآخذة بالاتساع. وبالإضافة إلى العملية العسكرية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، هناك خطر بانجرار الدول المجاورة الأخرى إلى مواجهة واسعة النطاق مع إسرائيل. ويتصاعد التوتر على الخط الأزرق بين لبنان وإسرائيل يوما بعد يوم. ويعلن ممثلو القيادة الإسرائيلية علنا عن خطط " لفتح الجبهة الشمالية." ويرد حزب الله أيضا بالمثل، محذرا من جاهزيته لصد الغزو. وضاعف سلاح الجو الإسرائيلي الهجمات في سوريا، على جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك مناطق دمشق وحلب واللاذقية ومرتفعات الجولان. وطالت الضربات المطارات الرئيسية والميناء البحري، التي تؤدي دورا هاما في إيصال المساعدات الإنسانية العاجلة، بما في ذلك في إطار ردود الفعل على تداعيات الزلزال الشديد الذي وقع العام الماضي. الزملاء المحترمون، إن وقف إطلاق النار والعنف في غزة والضفة الغربية لنهر الأردن، يمكن أن يخلق ظروفا ليس فقط لإيجاد حل مأمون للنزاع الفلسطيني - الإسرائيلي، ولكن أيضا للتغلب على بؤر الأزمات الأخرى على مدى محيط الشرق الأوسط الواسع، وفقا لقرارات مجلس الأمن، وليس للطموحات الجيو سياسية لطرف ما أو "للقواعد" التي يحاول الغرب أن تكون بديلا لميثاق الأمم المتحدة. ويعود إلى المنظمات العربية والإسلامية، وكذلك إلى جميع الأعضاء المسؤولين حقا في المجتمع الدولي، التي ندعم أنشطتها، الدور الهام في دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني. وأود أن أشير بصورة خاصة إلى إمكانات دول الخليج. والآن، وبعد الانتخابات المبكرة في إيران والتصريحات الأولى التي ادلى بها الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان، لاح أمل في التقارب بين جميع دول ساحل الخليج من أجل التغلب على التناقضات وانعدام الثقة التي طال أمدها، وتوحيد الجهود على أساس مقبول من الجميع، من أجل تحديد معايير الأمن المتبادل بأنفسها، دون تدخل خارجي، وبصوت واحد العمل على تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني، وعلى العموم إرساء حسن الجوار وبناء الاستقرار في المنطقة. سيكون التقدم على المسار الفلسطيني بما يتماشى بالكامل مع قرارات الأمم المتحدة، وتطبيع العلاقات بين الدول ساحل للخليج، مساهمة مهمة في العملية الموضوعية لتشكيل بنية أورآسيوية مشتركة تقوم على مبادئ عدم تجزئة الأمن والمسؤولية الجماعية المتساوية والاحترام المتبادل وتوازن المصالح.
First published in :
وزير خارجية الاتحاد الروسي، رئيس مجلس أمناء مجلس الشؤون الدولية الروسي، عضو مجلس الشؤون الدولية الروسي
Unlock articles by signing up or logging in.
Become a member for unrestricted reading!